بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أخواتي سأقدم لكم اليوم بإذن الله المعلقات السبع
و سنبدأ بمعلقة
امرؤ القيس بن حجر
بِسِقْطِ الِّلوَى بيْنَ الدَّخولِ فَحَوْمَلِ *** قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ لِمَا نَسَجَتْها مِنْ جَنوبٍ وشَمْألِ *** فتُوضِحَ فالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها
وقِيعانِها كأنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ *** تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها
لَدَى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنْظَلِ *** كَأنِّي غَداةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلوا
يَقولون لا تَهْلِكْ أَسىً وتَجَمَّلِ *** وُقوفاً بِها صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُمُ
فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ *** وإنَّ شِفائِي عَبْرَةٌ مُهْراقَةٌ
وجارَتِها أُمِّ الرَّبابِ بِمَأْسَلِ *** كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَها
نَسيمَ الصَّبا جاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ *** إذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُما
عَلَى النَّحْرِ حتَّى بَلَّ دمْعِي مِحْمَلِي *** فَفَاضَتْ دُموعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَاَبةً
ولاَ سِيَّما يَوْمٍ بِدارَةِ جُلْجُلِ *** ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صالِحٍ
فيَا عَجَبا مِن كُورِها المُتَحَمَّلِ *** ويَوْمَ عَقَرْتُ للعَذَارَي مَطِيَّتي
وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَثلِ *** فَظَلَّ العَذارَى يَرْتَمينَ بِلَحْمِها
فقالَتْ لَكَ الويْلاتُ إنَّكَ مُرْجِلِي *** ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
عَقَرَتَ بَعِيري يا امْرأَ القَيْسِ فانْزِلِ *** تقولُ وقَدْ مالَ الغَبِيطُ بِنا مَعًا
ولا تُبْعِديني مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّلِ *** فقُلْتُ لَها سِيرِي وأَرْخِي زِمامَهُ
فَأَلْهَيْتُها عَنْ ذي تمائِمَ مُحْوِلِ *** فَمِثْلِكِ حُبْلَى قد طَرَقَتُ ومُرْضِعٍ
بِشَقٍّ وتَحْتي شِّقُها لم يُحَوَّلِ *** إذا ما بَكَى مِن خَلْفِها انْصَرفَتْ لَهُ
عَلَيَّ وآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ *** ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ
وإنْ كُنْتِ قد أجْمَعْتِ صَرْمِي فأَجْمِلِي *** أفاطِمَ مَهْلا بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ
فسُلِّي ثِيابِي مِن ثِيابِكِ تَنْسُلِ *** وإنْ تَكُ قد ساءتْكِ مِنِّي خَلِيقَةٌ
وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القلْبَ يَفْعَلِ *** أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قاتِلي
بِسَهْمَيْكِ في أعْشارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ *** وما ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلاَّ لِتَضْرِبي
تَمَتَّعْتُ مِن لَهْوٍ بِها غيرَ مُعْجَلِ *** وبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرامُ خِباؤُها
عَلَّي حِراصاً لو يُسَرُّونَ مَقْتَلِي *** تَجاوَزْتُ أحْراساً إليْها ومَعْشَراً
تَعَرُّضَ أثْناءَ الوِشاحِ المُفَصَّلِ *** إذا ما الثُّرَيَّا في السَّماءِ تَعَرَّضَتْ
إليكم جزء من معلقة
عمرو بن كلثومولا تُبْقِي خُمورَ الأنْدَرِينا *** ألا هُبَّي بِصَحْنِكِ فاصْبَحِينا إذا ما الماءُ خَالَطَها سَخِينا *** مُشَعْشَعَةً كَأنَّ الحُصَّ فِيها إذا ما ذَاقَها حَتَّى يِلِينا *** تَجُورُ بِذي الُّلبانَةِ عَنْ هَواهُ َلَيِهِ لِمالِهِ فِيها مُهِينا *** تَرَى الَّلحِزَ الشَّحيحَ إذا أُمِّرَتْ عوكانَ الكَأْسُ مَجْراها الَيمِينا *** صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو بِصاحِبِكِ الذي لا تَصْبَحِينا *** ومَا شَرُّ الثَّلاثَةِ أُمَّ عَمْرٍو وأُخْرَى في دِمَشْقَ وقاصِرِينا *** وكَأْسٍ قَدْ شَرِبْتُ بِبَعَلْبَكٍ مُقَدَّرَةً لَنا ومُقَدَّرِينا *** وإنَّا سَوْفَ تُدْرِكُنا المَنايَا نُخَبِّرْكِ اليَقِينَ وتُخْبِرِينا *** قفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يا ظَعِينا لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِينا *** قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماًأَقَرَّ بِها مَوَالِيكِ العُيُونا *** بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ ضَرْباً وَطَعْناً وبَعْدَ غَدٍ بِما لا تَعْلَمِينا *** وإنَّ غَداً وإنَّ اليَوْمَ رَهْنٌ وقَدْ أَمِنَتْ عُيونَ الكَاشِحِينا *** تُرِيكَ إذا دَخَلْتَ عَلَى خَلاءٍ هِجانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينا *** ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ حَصَاناً مِنْ أَكُفِّ اللاَّمِسِينا *** وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخْصاً رَوَادِفُها تَنُوءُ بِما وَلِينا *** ومَتْنَىْ لَدْنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَتْ وكَشْحاً قَدْ جُنِنْتُ بِه جُنونَا *** ومَأْكَمَةً يَضِيقُ البابُ عَنْها يَرِنُّ خَشاشَ حُلَيْهِما رَنِينا *** وسارِيَتَيْ بِلَنْطٍ أوْ رُخامٍ أَضَلَّتْهُ فَرَجَّعَتِ الحَنِينا *** فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقْبٍ لَها مِنْ تِسْعَةٍ إلاَّ جَنِينا *** ولا شَمْطاءُ لَمْ يَتْرُكْ شَقَاهارَأَيْتُ حُمُولَها أُصُلاً حُدِينا *** تَذَكَّرْتُ الصِّبْا واشْتَقْتُ لَمَّا كَأَسْيافٍ بِأَيْدِي مُصْلِتِينا *** فَأَعْرَضَتِ اليَمامَةُ واشْمَخَرَّتْ وأَنْظِرْنَا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا *** أبَا هِنْدٍ فَلا تَعْجَلْ عَلَيْنا ونُصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رَوِينا *** بِأَنَّا نُورِدُ الرَّايَاتِ بِيضاً عَصَيْنا المَلْكَ فِيها أنْ نَدِينا *** وأَيَّامٍ لَنا غُرٍّ طِوالٍ إليكم جزء من معلقة
طرفة بن العبدتلُوحُ كَباقي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ *** لِخَوْلَةَ أطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ يقولونَ لا تَهْلِكْ أسًى وتَجَلَّدِ *** وُقوفاً بِها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ خَلا ياسَفينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ *** كأنَّ حُدوجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً يَجورُ بِها الملاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدِي *** عَدَوْلِيَّةٌ أو مِنْ سَفينِ ابن يامِنٍ كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلَ باليَدِ *** يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيْزومُها بِها مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ *** وفي الحَيِّ أحْوَى يَنْفُضُ المرْدَ شادِنٌ تَناولُ أطْرافَ البَريرِ وتَرْتَدي *** خَذولٌ تُراعىَ رَبْرَباً بِخَميلَةٍ تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ له نَدِ *** وتَبْسِمُ عن أَلْمى كأنَّ مُنَوِّراً أُسِفَّ ولم تَكْدِمْ عليهِ بإثمِدِ *** سَفَتْهُ إياةُ الشَّمسِ إلاّ لِثاتِهِ عليه نقيِّ اللَّونِ لم يَتَخَدَّدِ *** ووجْهٍ كأنَّ الشَّمسَ ألْقتْ رِداءهَا بعَوْجاءَ مِرْقالٍِ تَرُوحُ وتَغْتدي *** وإنِّي لأُمْضي الهَمَّ عند احْتِضارِهِ على لاحِبٍ كأنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ *** أمونٍ كألْواحِ الإرانِ نَصَأْتُها سَفَنَّجَةٌ تَبْرِي لأزْعَرَ أرْبَدِ *** جُمالِيَّةٍ وَجْناءَ تَرْدى كأنَّها وظيفاً وظيفاً فوْقَ موْرٍ مُعْبَّدِ *** تُبارِي عِتاقاً ناجياتٍ وأتْبَعَتْ حدائقَ موْلِىَّ الأسِرَّةِ أغْيَدِ *** تَرَبَّعتِ القُفَّيْنِ في الشَّولِ ترْتَعي بِذي خُصَلٍ روْعاتِ أكْلَف مُلْبِدِ *** تَريعُ إلى صَوْبِ المُهيبِ وتَتَّقي حِفافَيْهِ شُكَّا في العَسيبِ بِمِسْرَدِ *** كأنَّ جَناحَيْ مَضْرَحيٍّ تَكَنَّفا على حَشَفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ *** فطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّميلِ وتارَةً كأنَّهُما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ *** لها فِخْذان أُكْمِلَ النَّحْضُ فيهِما وأجْرِنَةٌ لُزَّتْ برأيٍ مُنَضَّدِ *** وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيِّ خُلوفُهُ إليكم جزء من معلقة عنترة بن شداد
أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ *** هَلْ غادَرَ الشُّعَراءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ حَتَّى تَكَلَّمَ كَالأصَمِّ الأعْجَمِ *** أَعْياكَ رَسْمُ الدَّارِ لَمْ يَتَكَلَّمِ أشْكُو إلى سُفْعٍ رَوَاكِدَ جُثَّمِ *** ولَقَدْ حَبَسْتُ بِها طَوِيلاً ناقَتِي وعِمِي صَباحاً دارَ عَبْلَةَ واسْلَمِي *** يا دَاَر عَبْلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِي طَوْعِ العِنانِ لَذِيذَةِ المُتَبَسَّمِ *** دارٌ لآنِسَةٍ غَضِيضٌ طَرْفُها فَدَنٌ لأقْضِيَ حَاجَةَ المُتَلَوِّمِ *** فَوَقَفْتُ فِيها نَاقَتِي وكَأَنَّها بِالحَزْنِ فالصَّمَّانِ فالمُتَثَلَّمِ *** وتَحُلُّ عَبْلَةُ بِالجَواءِ وأَهْلُنا أقْوَى وأقْفَرَ بَعْدَ أُمِّ الْهَيْثَمِ *** حُيِّيتَ مِنْ طَلَلٍ تَقَادَمَ عَهْدُهُعَسِراً عَلَيَّ طِلاَبُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ *** حَلَّتْ بِأَرْضِ الزَّائِرِينَ فَأَصْبَحَتْزَعْماً لَعَمْرُ أَبِيكَ لَيْسَ بِمَزْعَمِ *** عُلِّقْتُهَا عَرَضاً وأَقْتُلُ قَوْمَهَا مِنِّي بَمَنْزِلَةِ المُحِبِّ المُكْرَمِ *** ولَقَدْ نَزَلْتِ فَلاَ تَظُنِّي غَيْرَهُ بِعُنَيْزَتَيْنِ وأَهْلُنا بِالْغَيْلَمِ *** كَيْفَ المَزارُ وقَدْ تَرَبَّعَ أَهْلُها زُمَّتْ رِكَابُكُمُ بِلَيْلٍ مُظْلِمِ *** إنْ كُنْتِ أَزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّما وَسْطَ الدِّيارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ *** مَا راعَني إلاَّ حَمُولَةُ أَهْلِها سُوداً كَخافِيَةِ الغُرابِ الأسْحَمِ *** فِيها اثْنَتانِ وأَرْبَعُونَ حَلْوبَةً عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ لَذِيذِ المطْعَمِ *** إذْ تَسْتَبِيكَ بِذِي غُروبٍ واضِحٍ سَبَقَتْ عَوَارِضَها إلَيْكَ مَنَ الفَمِ *** وكَأَنَّ فأْرَةَ تاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ غَيْثٌ قَلِيلُ الدِّمْنِ لَيْسَ بِمَعْلَمٍ *** أوْ رَوْضَةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَها فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَم *** جَادَتْ عَلَيْهِ كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ يَجْرِي عَلَيْها الماءُ لم يَتَصَرَّمِ *** سَحًّا وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّةٍ إليكم جزء من معلقة زهير بن أبي سلمى [center]بِحَوْمانَة الدَّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ *** أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ *** وَدارٌ لَهَا بِالرَّقْمَتَيْنِ كَأَنَّهَا
وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ *** بِهَا العَيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَةً
فَلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ *** وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرينَ حِجَّةً
وَنُؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّمِ *** أَثَافِيَ سُفْعاً في مُعَرَّسِ مِرْجَلِ
أَلا انْعِمْ صَبَاحاً أَيُهَا الرَّبْعُ وَاسْلَمِ *** فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَا
تَحَمَّلْنَ بِالْعَلْياءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثَمِ *** تَبَصَّرْ خَليلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائِنٍ
وَكَمْ بِالقَنانِ مِنْ مُحِلٍ وَمُحْرِمِ *** جَعَلْنَ الْقنَانَ عَنْ يمَينٍ وَحَزْنَهُ
وِرادٍ حَوَاشِيهَا مُشَاكِهَةِ الدَّمِ *** عَلَوْنَ بِأَنْماطٍ عِتَاقٍ وكلَّةٍ
عَلى كُلِّ قَيْنيٍّ قَشِيبٍ وَمُفْأَمِ *** ظَهَرْنَ مِن السُّوبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ
عَلَيْهِنَّ دَلُّ النَّاعمِ المُتَنَعِّمِ *** وَوَرَّكْنَ في السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَهُ
فَهُنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَمِ *** بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحَرْن بِسُحْرَةٍ
أَنِيقٌ لِعْينِ النَّاظِرِ المُتَوَسِّمِ *** وَفِيهِنَّ مَلْهىً لِلصَّدِيقِ وَمَنْظَرٌ
نَزَلْنَ بِهِ حَبُّ الْفَنَا لَمْ يُحَطَّمِ *** كَأَنَّ فُتَاتَ الْعِهْنِ في كُلِّ مَنْزلٍ
وَضَعْنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّمِ *** فَلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُهُ
تيَزَّلَ مَا بَيْنَ الْعَشِيرَةِ بِالدَّمِ *** سَعَى سَاعِيًا غَيْظَ بْنِ مُرَّةَ بَعْدَمَا
رِجَالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُمِ *** فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ
عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيلٍ وَمُبْرَمِ *** يَمِينًا لَنِعْمَ السَّيدَانِ وُجِدْتُمَا
تَفَانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَمِ *** تَدَارَكْتُما عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَا
بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ الْقَوْلِ نَسْلَم *** وَقَدْ قُلْتُما إِنْ نُدْركِ السَّلْمَ وَاسِعًا
......
إليكم جزء من معلقة الحارثة بن حلزة
رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّواءُ *** آذَنْتَنا بِبَيْنِها أسْماءُ ءَفَأَدْنَى دِيارِها الخَلْصاءُ *** بَعْدَ عَهْدٍ لَنَا بِبُرْقَةِ شَمَّا
في فِتَاقٍ فَعاذِبٌ فَالوَفاءُ *** فَالمُحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْنا
فالشُّعْبَتَانِ فالإِبْلاءُ *** فَرِياضُ القَطَا فَأَوْدِيَةُ الشُّرْبِ
اليَوْمَ دَلْهاً ومَا يُحِيرُ البُكاءُ *** لا أَرَى مَنْ عَهِدْتُ فِيها فَأَبْكِي
أَخِيرًا تَلْوِى بِها العَلْياءُ *** وبِعَيْنَيْكَ أَوْقَدَتْ هِنْدٌ النَّارَ
بِخَزَازَى هَيْهَاتَ مِنْكَ الصِّلاءُ *** فَتَنَوَّرْتُ نَارَها مِنْ بِعيدٍ
بِعُودٍ كَمَا يَلُوحُ الضِّياءُ *** أَوْقَدَتْها بَيْنَ العَقِيقِ فَشَخْصَيْنِ
إذَا خَفَّ بِالثَّوِيِّ النَّجاءُ *** غَيْرَ أَنِّي قَدْ أَسْتَعينُ عَلَى الهَمِّ
رِئَالٍ دَوِّيَّةٌ سَقْفَاءُ *** بِزَفُوفٍ كأنَّهَا هِقْلَةُ أْمِّ
عَصْراً وقَدْ دَنَا الإمْساءُ *** آنَسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَها القُنَّاصُ
مَنِيناً كأَنَّه أَهْباءُ *** فَتَرَى خَلْفَها مِنَ الرَّجْعِ والوَقْعِ
ساقِطاتٌ أَلْوَتْ بِها الصَّحْراءُ *** وطِراقاً مِنْ خَلْفِهِنَّ طِراقٌ
ابن هَمِّ بَلِيَّةٌ عَمْياءُ *** أَتَلَهَّى بِها الهَواجِرَ إذْ كُلُّ
خَطْبٌ نُعْنَى بِهِ ونُساءُ *** وأَتَانَا مِنَ الحَوادِثِ والأنْباءِ
عَلَيْنا في قِيلِهِمْ إِحْفاءُ *** أنَّ إخْوانَنَا الأَراقِمَ يَغْلُونَ
ولاَ يَنْفَعُ الخَلِيَّ الخَلاَءُ *** يَخْلِطُونَ البَريءَ مِنَّا بِذِي الذَّنْبِ
مُوَالٍ لَنَا وأَنَّا الوَلاَءُ *** زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ العَيْرَ
أَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ *** أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عِشاءً فَلَمَّا
خَيْلٍ خِلالَ ذاكَ رُغاءُ *** مِنْ مُنادٍ ومِنْمُجِيبٍ ومِنْ تَصْهالِ
إليكم جزء من معلقة لبيد بن الحارث
بِمِنىً تَأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا *** عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّها فَمُقامُهَا خَلَقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِىَّ سَلامُهَا *** فَمَدافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّىَ رَسْمُهَا
حِجَجٌ خَلَونَ حَلالُهَا وَحَرامُهَا *** دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعدَ عَهْدِ أَنِيسِها
وَدَقُّ الرَّواعِدِ جَوْدُها فَرِهَامُها *** رُزِقَتْ مَرابيعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا
وَعَشِيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرْزامُهَا *** مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ وَغادٍ مُدْجِنٍ
بِالجَهْلَتَيْنِ ظِبَاؤُها وَنَعامُهَا *** فَعَلا فُروعُ الأَيْهَقانِ وأَطْفَلَتْ
عُوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضَاءِ بِهامُهَا *** وَالعَيْنُ عَاكِفَةٌ عَلَى أَطْلائِها
زُبُرٌ تُجِدُّ مُتونَهَا أَقْلامُهَا *** وجَلا السُّيُولُ عَن الطُّلُولِ كَأَنَّهَا
كَفِفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُهَ *** أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَئُورُهَا
صُمًّا خَوالِدَ مَا يَبينُ كَلامُهَا *** فَوَقَفْتُ أَسْأَلُها وَكَيفَ سُؤَالُنَا
مِنْهَا وغُودِرَ نُؤيُهاَ وَثُمَامُها *** عَرِيْتْ وَكانَ بِها الجَمِيعُ فَأَبْكَرُوا
فَتَكَنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُهَا *** شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا
زَوْجٌ عَليهِ كِلَّةٌ وَقِرامُهَا *** مِنْ كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ
وَظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفاً أَرْآمُهَا *** زُجَلاً كَأَنَّ نِعاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا
أَجْزاعُ بيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَا *** حُفِزَتْ وَزَيَّلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا
وتَقَطَّعَتْ أَسْبابُها ورِمَامُهَا *** بَلْ ما تَذَكَّرُ مِنْ نَوارِ وقَدْ نَأتْ
أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرامُهَا *** مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وجَاوَرَتْ
فَتَضَمَّنَتْهَا فَرْدَةٌ فَرُخَامُها *** بِمَشارِقِ الجَبَليْنِ أَوْ بِمُحَجَّرٍ
منْهَا رُخَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا *** فَصُوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمَظِنَّةٌ
وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَا *** فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَن تَعَرَّضَ وَصْلُهُ
لا تبخلوا علينا بمشاركاتكم
[/center]