منتدى حنا في حنا
أخي الزائر/ أختي الزائرة...

منتدى حنا في حنا

يرحب بكم من أعماق القلب
ويدعوكم للتسجيل من أجل الأفادة والأستفادة


شكرا




منتدى حنا في حنا
أخي الزائر/ أختي الزائرة...

منتدى حنا في حنا

يرحب بكم من أعماق القلب
ويدعوكم للتسجيل من أجل الأفادة والأستفادة


شكرا




منتدى حنا في حنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حنا في حنا

ثقافي *علمي * تعارفي *دردشة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كلام من القلب " الغاية" كتيب رائع للدكتور عمرو خالد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
karim123k
مدير المنتدى
مدير المنتدى
karim123k


عارضة طاقة عارضة طاقة :
كلام من القلب " الغاية" كتيب رائع للدكتور عمرو خالد  Left_bar_bleue50 / 10050 / 100كلام من القلب " الغاية" كتيب رائع للدكتور عمرو خالد  Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 09/04/2011
تاريخ الميلاد تاريخ الميلاد : 20/05/1983
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1161

كلام من القلب " الغاية" كتيب رائع للدكتور عمرو خالد  Empty
مُساهمةموضوع: كلام من القلب " الغاية" كتيب رائع للدكتور عمرو خالد    كلام من القلب " الغاية" كتيب رائع للدكتور عمرو خالد  Emptyالسبت 09 يوليو 2011, 22:13

هذه السلسلة ليست كلمات تكتب لتحشر في العقول لكنها نتاج حوار حي نابض
بين الداعية الإسلامي الأستاذ عمرو خالد و عدد من الشباب في حديث مفتوح ،
وأصدق تعبير عنه أنه:
"حوار من القلب"
إلى من أراد شيئا و تمناه لكن
الأبواب أغلقت أمامه.....وتخلى الناس عنه و عجزت إرادته عن تحقيقه و ظل
وحيدا.......بعيدا يضيق صدره و ينغلق.......وتفيض عيناه لكنه لا
يناله......إليك بابا لا يغلق أبدا و صاحب كريم......غني.....حتى أنه يغضب
عمن لا يسأله.
في هذه الرسالة:
ـ ما هي غايتك في الحياة؟
ـ لا تهون من قدر نفسك فأنت غالي عند الله؟
ـ نماذج من شباب لهم غاية.
ـ ما الأسباب التي تجعل الشباب لا يحس بالمسؤولية؟
ـ حكايتهم بألسنتهم.
ـ أجمل شيء في الدنيا أن يكون لك غاية.
ـ أنظر ماذا تريد؟
حديثنا عن "الغاية" والسؤال: ما هي غايتك في الحياة؟ و ما هي أهدافك؟
الحقيقة
أن هناك أناسا كثيرين و خاصة من الشباب لا يعلمون ما يريدون في هذه الحياة
و لسان حالهم يقول " نعيش و نأكل و نشرب و نعمل و نتزوج و تمر
الحياة......"
و اليوم نتكلم عن هذا الموضوع ، هل يصح أن تعيش حياتك
هكذا دون غاية؟ أم أنه يجب أن تكون لك أهداف و غايات واضحة في حياتك ،
دعوني أتكلم معكم بصراحة.
موضوع اليوم موجه بشدة و على وجه الخصوص إلى
الشباب،لماذا؟ لأن الكبار يفترض أنهم قد حددوا أهدافهم في الحياة...أما
الشباب فهم المعنيون أكثر بهذا الأمر، ما هي أهدافك في الحياة؟ و ما حكمة و
جودك في هذه الدنيا؟؟
يجب أن تعلم أن أغلى شيء في عمرك هو شبابك وأنها
أجمل مرحلة في حياتك....فالطفولة صحة ليس فيها عقل و الكهولة حكمة ليس فيها
شباب.....أما من يملك الصحة و العقل الناضج هم الشباب.
لذلك فليس بغريب اهتمام النبي صلى الله عليه و سلم بالشباب حيث يقول:
"
لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع...عن عمره فيما أفناه ،
وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه، وعن علمه ماذا
عمل به " رواه الترمذي.
لاحظ....سوف تسأل عن عمرك لحظة بلحظة، ساعة كذا
يوم كذا و ساعة كذا يوم كذا و ما أصعب السؤال....تخيل من عاش عمره كله بلا
هدف و بلا هوية. ولكن تخيل أنك بعد أن تسأل عن عمرك بشكل عام تسأل عن
شبابك على وجه الخصوص.
ربما تقول...ألم أسأل عن عمري كله فما الداعي أنا
أسأل عن شبابي مرة أخرى؟ نعم...ذلك لأنه أهم مرحلة في حياتك. لذلك نجد أن
القرآن قد اهتم بالشباب اهتماما غير عاديا، فتجد مثلا أن نواميس الكون قد
غيرها الله من أجل ستة أو سبعة شباب، وتخيل ! تتغير نواميس الكون من أجل
بعض الشباب ؟ ! نعم يحكي الله تبارك و تعالى عن أهل الكهف فيقول:"إنهم فتية
آمنوا بربهم و زدناهم هدى و ربطنا على قلوبهم" (الكهف:13ـ14).
فتية:
يعني ستة عشر أو سبعة عشر سنة ، تتغير لهم نواميس الكون " وترى الشمس إذا
طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين و إذا غربت تقرضهم ذات الشمال و هم في فجوة
منه" (الكهف:18).
أي: حفظهم الله من الشمس، فيسر لهم غارا إذا طلعت
الشمس ، تميل عنه يمينا، و عند غروبها أن تميل عنه شمالا ، فلا ينالهم حرها
فتفسد أبدانهم بها خصوصا مع طول المكث...و ذلك من آيات الله الدالة على
قدرته و رحمته.
و هذا إبراهيم عليه السلام شاب آخر تتغير نواميس الكون
من أجله فيرمى في النار و هو ابن 16 سنة "قلنا يا نار كوني بردا و سلاما
على إبراهيم" (الأنبياء:69).
أقول هذا الكلام حتى تعلم....أيها
الشاب...أن هناك شباب غالي عند الله...فلا تهون من قدر نفسك كشاب، وإنه من
العجيب ألا يكون لك أهداف في الدنيا سل نفسك دائما ما هي أهدافي في الحياة؟
لماذا أعيش في هذه الدنيا؟ هل لآكل و اشرب و أموت فحسب. هل هذا معقول؟ هل تعيش ولا تعلم لماذا تعيش؟
خرجت
من المدرسة بمجموع كذا ثم التحقت بكلية كذا ثم تخرجت ثم عملت في المكان
الفلاني و كسبت من المال ما كسبت ثم تزوجت و أنجبت ثم مت....هل هذا
معقول؟؟؟
أنظر إلى النبي صلى الله عليه و سلم يقول: "صدقني الشباب و
كذبني الشيوخ" وكأن النبي صلى الله عليه و سلم يريد أن يقول لنا أن هذا
الإسلام الذي يعم الكون قد قام على أكتاف الشباب.....
وأنظر معي إلى هذه النماذج:
علي
ابن أبي طالب...ينام في سرير النبي ليلة الهجرة و عمره عشرون سنة رأى فيه
النبي صلى الله عليه و سلم أنه يصلح لهذه المهمة فأعطاه إياها.
أسماء بنت أبي بكر...تحمل الطعام إلى النبي صلى الله عليه و سلم في الغار و تقوم بدور كبير في الهجرة و عمرها ثلاث و عشرون سنة.
معاذ بن جبل...يبعثه النبي صلى الله عليه و سلم لأهل اليمن...كم عمرك يا معاذ؟ عشرون سنة.
ما هذا؟؟؟ ما أريد قوله بهذه الأمثلة أيها الشباب..أنك غال جدا...جدا...جدا فلماذا تقلل من قدر نفسك و تعيش بدون أهداف؟؟؟
لماذا أقول هذا الكلام يا إخوة؟؟
لأنني أرى أن مجتمعاتنا تعاني من شباب بلا أهداف ، فكل يوم ينشأ مقهى جديد ، و تعد المقاهي أكثر المشاريع رواجا ، لماذا؟؟
لأن
الشباب يجلس عليه بالساعات ـ أمر بسيارتي أحيانا فأجد على بعض المقاهي
شبابا في عمر الزهور و لكن للأسف إما جالس يلعب "دومنو" أو "يشرب الشيشة"
أو شارد في لا شيء.
وآسى لحال الفتيات كل همها في الحياة ما هو آخر أنواع المكياج،وفلانة اشترت كذا وأريد أن أسافر للخارج لأشتري ملابس.
هل هذا معقووووووول؟؟؟؟؟
هل يعقل أن تكون فتاة كل همها في الحياة أنها جميلة أم لا؟؟
و هل يعقل أن يكون هناك شاب كل عنايته أن يعجب فلانة؟؟
رأيت هذه النماذج للأسف....شباب بلا طموح.
يعتمد على أهله في مأكله و مشربه و لا يحاول أن يصنع لنفسه مستقبلا. و بنات كل غايتها أن تتزوج و بسرعة، لماذا؟
لأن كل البنات يتزوجن،وتستمر الحياة بهذا الشكل.
لا يمكن أن نعيش في هذا الفراغ أيها الشباب، لا يمكن بذلك أن نبني مجتمعا.
هل
تعلم...أن علماء الاجتماع يستطيعون أن يقيسوا قدرة المجتمعات على
الاستمرار و النمو و يمكن أن يحددوا شكل المجتمع بعد عدد من السنين و بعد
كم سنة يمكن أن ينهار هذا المجتمع فماذا يفعل هؤلاء العلماء؟؟
إنهم
يدرسون أحوال الشباب و اهتماماتهم، فإذا وجدوا شبابا بلا هوية و بلا أهداف
فيعلمون أن هذا المجتمع سوف يسقط بعد كذا سنة و تكون حساباتهم دقيقة.
هذا الكلام؟ انه تحليل علماء الاجتماع لاهتمامات و أحوال الشباب في المجتمع الغربي...
وسأحكي لكم قصة طريفة في هذا المعنى.
فقد
ظل المسلمون في الأندلس ثمانية قرون، ملأوا خلالها الأرض حضارة و علما و
دينا، و لم يكن البرتغاليون راضين عن وجود المسلمين في الأندلس و يريدون
طردهم إلى المغرب العربي ، فماذا يفعلون؟ بدأ البرتغاليون في دراسة
اهتمامات الشباب المسلم في الأندلس و بدأوا يرسلون الجواسيس داخل الأندلس
لهذا الغرض ، وذات يوم دخل بعض هؤلاء الجواسيس على مجموع الشباب فوجدوا
مشادة بين شابين، ففرحوا و ذهبوا ليتحققوا من الأمر، فوجدوهما يختلفان حول
ترتيب حديث في صحيح البخاري، فرجعوا و قالوا: لا تسقط هذه الأمة الآن ،
ومرت سنين و عاد الجواسيس مرة أخرى فوجدوا الشباب مازال يتكلم في قضايا
العلم و الدين ، فعادوا خائبين مرة أخرى و بعد سنين عادوا مرة ثالثة فوجدوا
شابا جالسا يبكي فسألوه ماذا يبكيك؟ قال لقد تركتني رفيقتي ـ فعاد
الجواسيس وقالوا الآن يمكنكم أن تنتصروا على المسلمين. و بالفعل سقط
المسلمون و طردوا من الأندلس بمنتهى البساطة و بعدها بخمسة و عشرين سنة كل
شيء قد انتهى تماما و لم يعد للأندلس ذكر.
القضية أيها الشباب هي الغاية و الهدف....هل لك هدف في الحياة أم لا؟؟؟
ما الأسباب التي تجعل الشباب لا يحس بالمسؤولية أو لا يريد أن يتحملها؟؟
لدينا
مجموعة نقاط محددة ترونها سببا لعدم وجود أهداف في الحياة ذكرتموها أنتم و
هي: ضعف الهمة ، وفقدان الثقة في النفس ، و غياب القدوة ،و فقدان الطموح
بسبب الوساطة......
و لكن في الحقيقة لي تعليق...فكل هذه الأسباب لا يصح
أن تكون مبررات تريح ضمير أي من الشباب يبرر بها حياته دون أهداف أو طموح.
أنظر إلى شخص مثل إبراهيم بن أدهم و كان من كبار الزهاد و قد كان في بداية
حياته شابا مدللا مرفها، يقول في أحد الأيام كنت أركب فرسي و أطارد غزالا
في الطريق فإذا برجل عجوز يأخذ بلجام فرسي و ينظر إلي و يقول: يا
إبراهيم...ألهذا خلقت؟ أم بهذا أمرت؟؟....أي هل خلقت للعب و المرح؟؟
لذلك
أيها الشباب فما ذكرتموه من أسباب لا يمكن أن يكون مبررا للحياة بلا هدف ،
فالأهداف في الحياة قضية أساسية تكون أو لا تكون و هذا جعلني أطرح السؤال
من جديد....
لماذا خلقنا؟ هل خلقنا لنأكل و نشرب و نتزوج و ننجب ثم نموت؟ أم خلقنا لشيء آخر؟
كثيرا
ما نرى أناسا جاءوا إلى هذه الدنيا وعاشوا و ماتوا و لا يعلمون ما خلقوا
لأجله ، فنجد مثلا: أفلاطون يقول: "إن الله خلق الكون ثم نسيه و لذلك
يتصارع البشر و يقتل بعضهم بعضا"، ونجد ثقافة أخرى تقول عن الكون ما هو إلا
لعبة كبيرة "...تخيل؟؟
الكون كله مجرد لهو و لعب ؟؟ و نجد آخر مثل
إيليا أبو ماضي يقول جئت لا أعلم من أين و لكنني أتيت...و لقد أبصرت أمامي
طريقا فمشيت و سأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت. كيف جئت؟؟ لست تدري...
إنها فلسفة الحياة بلا غاية....
و لكن هذا الكلام لا يصح أن يكون كلام الشاب المسلم فأنت قد وضع الإسلام لك الغاية يقول الله تبارك و تعالى:
"وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " (الذاريات :45).
نعم هذا هو الهدف..
أي أن تعيش في هذا الكون و هدفك إرضاء الله عز وجل.
أيها
الشباب...دعونا نضع في حياتنا غاية كبرى اسمها إرضاء الله عز وجل تتفرع
منها أشياء أخرى كثيرة ، و لكن غايتي في الحياة هي إرضاء الله تعالى.
أذكر
صحفيا كان يجري حديثا مع أحد لاعبي الكرة المشهورين فقال له "كابتن فلان
ما هي أمنياتك في الحياة؟ فقال: "أن أدخل الجنة..." فقال له "لا" حضرتك مش
فهمني أنا أتكلم عن أمنياتك في الحياة "فقال" أن أدخل الجنة "فقال" أريد
شيئا أكتبه".
إنه لا يستطيع أن يتصور أن هذه غاية و هدف. ثم سأله :
فلماذا إذن تلعب الكرة ؟ فقال اللاعب: " أنا ألعب الكرة حتى احصل على المال
و حتى أقدم للجماهير نموذجا محترما فعندما يجد الشباب لاعبا محترما و على
خلق و يعامل الناس بشكل مهذب و يعبد الله و ناجح في مهنته فيتعلقون به و
بذلك آخذ ثواب كل شاب يقلدني"...
حكايتهم بألسنتهم
نعرض عليكم قصة
إنسانة قد تكون ظروفها أصعب منكم جميعا ، فهي ألمانية و لكنها اختارت
لنفسها غاية كبيرة في الحياة و سعت إليها ، دعونا نقرأ كلامها:
السلام
عليكم و رحمة الله ، أنا اسمي "عالية" ، أنا مسلمة ألمانية أسلمت منذ حوالي
12 سنة ، و أريد أن أحكي لكم قصة إسلامي ، فقد كنت أعيش حياة عادية في
بلدة صغيرة في ألمانيا ، ولم يكن لدي خلفية كبيرة عن الإسلام ، فكل معرفتنا
بالإسلام عندما نسمع في الأخبار عن "الخوميني" ، و في المدرسة نسمع أنه
دين العرب ، و لكننا لم نكن نفكر في الإسلام كدين ، لأن الدين في مجتمعنا
شيء غير مهم ، فالناس تعيش في الدنيا و لا يفكرون في الآخرة.
و لكني
عندما كنت أرى الطبيعة و الزهور أقول أنه لابد أن هناك خالق أبدع لنا كل
هذا الجمال، و لكن من هو؟ و كيف أصل إليه؟ فبدأت أبحث عن الخالق.
و في
ذلك الوقت تعرفت على مجموعة من المسلمين جعلتني أعرف أكثر عن الإسلام ،
وبدأت أقرأ القرآن و أدخل في نقاشات مع المسلمين ، حيث كنت أريد أن أعرف كل
شيء عن هذا الدين الجميل. ثم بدأت أجرب بعض الشعائر الإسلامية لأرى هل
سأستطيع أن أؤديها أم لا، فصمت و صليت مثل المسلمين.
ثم بدأت أفكر في
الموت ، و أنني سأقف أمام الله فيسألني لماذا لم اسلم؟ فماذا أقول له؟؟ و
ساعتها قررت أن أسلم، و اخبروني وقتها أنني يجب أن أغتسل فاغتسلت لأول مرة
في حياتي و نطقت بالشهادتين ، هذه العبارة الجميلة التي يقوم عليها الإسلام
، ومن ساعتها و أنا بدأت أصلي و حفظت الفاتحة و الإخلاص حتى أستطيع أن
اصلي ، في البداية لم أخبر أحدا بإسلامي و لكن بعد ذلك بدأت أخبر الناس و
لكني لم أكن محجبة حيث كان الحجاب في البداية مسألة صعبة بالنسبة لي ، ففي
أوروبا لا يهتم الناس كثيرا بديانتك و لكن المظهر شيء هام جدا ، و بالطبع
فإن الحجاب شيء غريب ولافت للنظر بالنسبة لهم. و في يوم من الأيام كنت
أتحدث مع زميلة لي بالكلية وكانت تتحدث عن المسلمين و تقول أنهم غير لطفاء
ولا يدرون كيف تسير الدنيا ، فأخبرتها أنني مسلمة فتعجبت وقالت لي "لا يبدو
عليك ذلك" وهنا بدأت أفهم الحكمة من الحجاب حيث يجب أن نغطي أنفسنا حتى
نظهر أننا مسلمات.
وارتديت الحجاب ولم يكن ذلك سهلا بالنسبة لأسرتي،
فأسرتي لا تهتم بالدين في حد ذاته، فبدأ الجيران و الأقارب يتساءلون ماذا
تفعل ابنتكم؟ ولماذا ترتدي هكذا؟؟ لذلك كانت هناك مناقشات حادة من أجل هذه
القطعة من القماش.
و بدأت أتعرض للمضايقات ، ففي الشارع كانوا يقولون لي
"اذهبي إلى بلدك إذن !! لا مكان لك هنا " فبالنسبة لهم ليس للإسلام مكان
في ألمانيا. و بعد إسلامي بفترة تزوجت من مسلم مصري وكنت ساعتها ما زلت
طالبة ، ثم أتممت دراستي و حصلت على الماجستير و أنجبت بنتين بفضل الله ، و
بعد أن رزقنا الله بابنتنا الثانية بدأنا نفكر في تربيتهم ، فالبيئة في
ألمانيا غير مناسبة ، و قد تعرضهم لكثير من المشاكل، فأردنا أن نجنب
البنتين هذه المشاكل و قررنا أن نربيهما في مصر وسط أهلهما من المسلمين.
و
لكن لم يكن الوضع سهلا بالنسبة لي ، فقد وجدت معاملة سيئة من الناس في مصر
و رأيت البعض مازال ينظر إلي على أني غير مسلمة ، و يقولون لي "من المؤكد
أنك أسلمت من أجل زوجك و عندما تعودين إلى ألمانيا ستخلعين الحجاب و لن
تصلي و لن تصومي لأنك لم تتعودي على ذلك منذ صغرك مثلنا ، فقلت لهم...كيف
لأترك ديني، أنا مسلمة و سيظل الإسلام معي أينما ذهبت...لا علاقة لذلك
بالبلد الذي أنا فيه. للأسف لم أجد المجتمع المصري كما تخيلته ، فقد تخيلت
أنني سأجد المسلمين في صورة مثالية و لكني وجدت أن البعض منبهر بأوروبا و
يقلدها في أشياء كثيرة و يجرون وراء الموضة و المكياج وراء الشيء الجديد ،
فعندما أسلمت و ارتديت الحجاب لم يتخيلوا أنني سأكمل دراستي ، و لكني طبعا
أتممت دراستي و حصلت على الماجستير لأن الإسلام يشجع على الدراسة.
و بعد
أن تزوجت ظنوا بأنني لن أعمل و ظنوا أني سألزم البيت و أنجب عشرة أطفال، و
لكن ذلك لم يحدث فقد رزقني الله بطفلتين و لم يرزقني بأكثر من ذلك و أنا
سعيدة بهما ، و عندما و صلت طفلتي إلى سن الحضانة عدت للعمل مرة أخرى ، ومن
خلال عملي على الانترنيت كتبت قصة إسلامي و نشرتها على الانترنيت و تصلني
أسبوعيا رسائل من العالم كله، من أمريكا و سنغافورة ، و أوروبا ،و باكستان
..... يسألني أصحابها عن الإسلام و تجربتي معه وأنا أخبرهم أنني سعيدة جدا
بالإسلام و احكي لهم خبرتي معه و أشعر أني بذلك أقوم بشيء مفيد.
طبعا
استمعنا إلى القصة و بينما هي تحكي كنت أتمنى أن أعلق على أكثر من نقطة و
لكني أستطيع أن ألخص ما أريد قوله في عبارة واحدة.... أجمل شيء في الدنيا
أن يكون لك غاية و أجمل غاية في الوجود أن تعرف ربك...أليس هو خالقنا و
خالق هذا الكون و مردنا جميعا إليه؟؟
تجد هدف البعض في هذه الحياة هو
جمع المال...يا إخوتي هذا المال ليس هدفا في حد ذاته ، و إنما هو وسيلة
نحقق بها أهدافا أعلى...ألا نرى كثيرين معهم المال و لكنهم محطمون من
داخلهم !! دعونا نأخذ المال وسيلة لغاية أكبر، دعونا نربطه بالله
تعالى...وكيف يكون المال مرتبطا بالله تعالى؟؟
نعم...أريد أن أكسب المال
حتى أعيش حياة كريمة و حتى أربي أولادي تربية كريمة أصلهم فيها بالله، و
حتى أستطيع أن أنفق في سبيل الله و أعول الفقراء فأكون غنيا متدينا، و هذا
يشبه ما ذكرته الأخت "عالية" حين قالت أنا مسلمة متدينة حاصلة على
الماجستير و ناجحة في حياتي ، تخيل لو كانت هذه نيتك و أنت تجمع المال
فتكون في طاعة الله في كل دقيقة تجمع فيها هذا المال و يمكنك أن تتخيل أي
هدف في حياتك في ضوء هذا الإطار.
شاب يريد أن يكون رياضيا ناجحا...لماذا
لا تجعل الله فوق هذه الغاية...فأنت شاب بداخلك طاقة لو لم تفرغ في الخير
ربما فرغتها في المعاصي، فأكون لاعب كرة أبتغي رضا الله تعالى فأكتسب حسنات
بكل تسديدة و بكل نفس و بكل قطرة عرق.
شاب يريد أن يتزوج
لنجعل الله
فوق هذه الغاية ، فتكون نيتك من الزواج أن تعف نفسك و أن تأخذ بيد زوجتك
إلى طاعة الله لتكونا بيتا مسلما يرضى عنه الله تعالى، و تلهو و تخرج و
تسافر و لكن يكون الله فوق هذه الغاية دائما.
و هذه سيدة شابة غايتها في الحياة أن تتزوج و تنجب، لماذا؟
هل
لأن كل النساء يتزوجن؟ أو حتى تلعب مع أولادها و تفرح بهم؟ لا...هذه غايات
تنتهي بعد وقت قليل و لكن دعونا نطورها بمفهوم الآية الكريمة، فغايتنا أن
نربي أجيالا تعبد الله و تعمل لله ، لذلك سيشترك طفلها في النادي حتى يكون
ناجحا في حياته.
أريد أن أخرج لله نموذجا متكاملا...تخيلي لو كانت هذه
نيتك وأنت تربين أولادك ستكون كل لحظة في تربيتهم في ميزان حسناتك فتنظيفك
لطفلك و ذهابك به للنادي و تشجيعك له ذلك يكون حسنات.
فاسأل نفسك....ما هو هدفي في هذه الحياة؟
هناك
حكمة تقول "كن رجلا بألف رجل ، فإن لم تستطع فكن رجلا و لا تكن نصف رجل".
وكم حولنا أيها الإخوة من أناس أخذوا على عاتقهم غايات كبيرة فهناك فلان
بألف رجل و فلان بمائة رجل و هناك أنصاف رجال و أرباع و هناك أصفار فانظر
ماذا تريد أن تكون؟؟
عندما استعصى حصن بابليون على عمرو بن العاص أرسل
إلى عمر بن الخطاب يطلب منه أربعة آلاف رجل ليفتح مصر فبعث إليه عمر بثلاثة
آلاف رجل ورجل و قال: هو بألف رجل و يقصد الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو،
قال عمر: "والله لصوت القعقاع في المعركة خير من ألف رجل" و بدأت المعركة
واستعصى الحصن على المسلمين فوقف القعقاع بن عمرو تحت الحصن و صاح بأعلى
صوته: "الله اكبر، اللهم أعز الإسلام" فانكشف الحصن و دخل المسلمون و جاء
النصر بصوت القعقاع ليصدق فيه قول عمر "رجل بألف رجل".
و عندما جاء
الاستعمار إلى بلادنا في أواخر القرن الثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر
وجدوا في المسلمين معادن الرجولة ووجدوا الشباب المسلم ـرغم ضعفه ـ إلا أنه
مازالت له أهداف كبيرة، فوجدوا أنه لا سبيل للسيطرة على العالمين العربي و
الإسلامي إلا بخطة ذات اتجاهين: الأول "تمييع" هذا الشباب و الثاني "محو
حضارة أجداده من ذاكرته".
لذلك نجد الشباب يمشي في الشوارع حالق شعره و
ماشي بالسلسلة و اللبانة، و يستمع موسيقى غربية لا يفهمها، و يغازل البنات
بأسلوب غير لائق...و كذلك البنات في الحياة لا هم لها إلا أن ترتدي ملابس
ضيقة لإظهار جسدها، وهكذا..
و نسوا أن أجدادهم عمر بن الخطاب، و خالد بن الوليد ، و عثمان و علي...نسوا كل هذا فبدأت عوامل الانهيار.
أيها
الشباب...في النهاية أريد أن ألخص كل ما قيل في كلمتين: ضع غاية كبرى في
حياتك، هي "الله عز وجل" و أنصحك بعد أن تقرأ هذه الحلقة أن تدخل غرفتك و
أمسك بورقة و قلم و اكتب أهدافك في الحياة ، فمن العيب أن تعيش و تموت و
أنت لا تعرف ماذا تريد من الحياة...
أكتب أهدافك و اسعى إلى تحقيقها ولا
تنس أن أعظم هدف في الحياة أن تعرف ربك خالق هذه الحياة و أن تعيش
لإرضائه وأنت تمارس حياتك بشكل طبيعي.
أتمنى أن نكون استفدنا و أتمنى أن يكون "كلام من القلب" قد و صل للقلب.
أشكركم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
انتبه...
فليس لك غير الله اختصك برسائله تهز كيانك...تحتاج منك القلب النقي حتى تفهمها


كلام من القلب " الغاية" كتيب رائع للدكتور عمرو خالد أتمنى منكم القراءة و الاستفادة:

منقول من صفحات فايس بوك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnafihna.yoo7.com
 
كلام من القلب " الغاية" كتيب رائع للدكتور عمرو خالد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» همسات مصور {من القلب الى القلب}
» سفير إسرائيليّ سابق: عمرو موسى حوّل
»  كود ترحيب بشكل رائع
» حديث رائع في تعدد أوجه فعل الخير وفضله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حنا في حنا :: الدين الاسلامي  :: قسم دين ودنيا-
انتقل الى: