عنتر يحيى ومطمور في حوار مشترك

بعد
أن تنافس كريم مطمور وعنتر يحيى أمسية الأربعاء في لقاء السد من البطولة
الألمانية لتحديد من يلعب في البوندسليڤا ومن يلعب في الدرجة الثانية،
تنقلا سويا في رحلة جوية واحدة من مطار “دوسلدورف” إلى “أليكانت” للإلتحاق
بتربص المنتخب الوطني وقد استغللنا هذه الفرصة لإجراء حوار ثنائي معهما على
شاكلة يحيى مطمور ومطمور يحيى.
في البداية، ماذا تقولان عن مباراة البارحة (الحوار أجري منتصف نهار أمس)؟
^
يحيى: نعم بالنسبة لي المباراة أصبحت من الماضي والذي حدث قد حدث، صحيح أن
وقع الإخفاق كان شديدا علينا ولا أخفي عنك أني متأثر جدا لكن الرجال
الأقوياء هم الذين يعرفون كيف يعودون بقوة بعد الصدمة، على كل حال الحمد
لله وأنا أؤمن بالقضاء والقدر ونحن في نادي “بوخوم” نعول على لعب ورقة
الصعود الموسم المقبل من دون المرور على المباراة الفاصلة.
^^ مطمور:
مثلما قلته لكم البارحة أنا مسرور للغاية بعدما تمكنت من تحقيق البقاء مع
“بوروسيا مونشنڤلادباخ“، لكن بصراحة تأثرت لزميلي عنتر الذي لم يتمكن من
تحقيق الصعود فهو قائد مثالي في فريقه وقدم كل ما لديه هذا الموسم وأتيحت
له فرصة اللعب على الصعود مثلما كنت أنا قد حققت فرصة البقاء رفقة رفاقي
وقد إحتفلنا مع أنصارنا إلى ساعة متأخرة من الليل، لكن حاليا الموسم إنتهى
مع فريقي وتركيزي كله منصب على التربص الذي ينتظرني مع المنتخب الوطني.
عنتر، مؤازرة الأنصار لكم بعد نهاية اللقاء أثرت فيكم كثيرا، أليس كذلك؟
نعم
بالتأكيد، إنه أمر خارق للعادة في نادي “بوخوم” فمساندة الأنصار منقطعة
النظير ويقفون إلى جانب الفريق مهما كانت الظروف التي يمر بها وقد هتفوا
بأسماء اللاعبين جميعا وهذا أمر يؤثر في القلب، في “بوخوم” ومثلما هو عليه
الحال في جميع الأندية الألمانية، الأنصار يساندون فرقهم بكل قوة أثناء
المباراة، لكن عند نهايتها كل واحد يذهب في سبيله من دون أي عداوة بين
الأنصار، وكنا قد شاهدنا بعد نهاية المباراة مغادرة أنصار “بوخوم” مع أنصار
“مونشنڤلادباخ“ مع بعضهم البعض وتبادلوا الرايات فيما بينهم فهم يعلمون
أنه في هذه الحياة توجد أشياء أصعب وأهم من كرة القدم.
^^ مطمور: أنا
أوافق عنتر في هذا الرأي، إنها مسألة ثقافة كرة القدم وقد لاحظت أن أنصارنا
كانوا تقريبا بنفس عدد أنصار “بوخوم” فوق المدرجات رغم أننا لعبنا خارج
الديار (يضحك)، في هذه المقاطعة من ألمانيا هناك العديد من الفرق المجاورة
لبعضها البعض مثل “مونشنڤلادباخ“، “كولون”، “شالك”، “دورتموند”، “بوخوم”
وغيرها من الفرق، على العموم الأنصار يختلطون ببعضهم البعض.
كريم ماهو شعورك وأنت تلعب إحتياطيا في وقت أن الصحافة الألمانية كانت تتحدث طوال الأسبوع عن دخولك أساسيا في هذه المباراة؟
لست
متأثر من هذه الناحية لأني كنت متأكدا أني لن أكون أساسيا، فرغم أن “ماركو
ريوس” كان يعاني من إصابة إلا أني كنت واثقا من أنه سيستعيد مكانته ويكون
أساسيا وهو الذي أخبرني بذلك، لكن المهم هي النتيجة الجماعية. من جهتي
أتدرب بجدية وفي كل مرة تمنح لي الفرصة أقدم كل ما لدي لفريقي، فأنا لاعب
منضبط وأحترم خيارات المدرب مهما كانت.
لكن رغم ذلك أنت تقدم الإضافة دائما بعد دخولك أرضية الميدان.
هذا
صحيح، والمدرب دائما يحفزني قبل دخولي أرضية الميدان ويظهر لي بأنه راض عن
أدائي أثناء التدريبات، فهو الوحيد الذي يضع الخيارات وعلي إحترامها،
وهناك معطيات لا يعرفها إلا هو.
^ يحيى: أقولها بصراحة.. كريم يملك
مكانة أساسية في “بوروسيا مونشنڤلادباخ“ سواء على الجناحين الأيمن والأيسر
أو سواء كقلب هجوم صريح فبإمكانه أن يقدم الكثير في هذه المناصب، لسوء الحظ
أنهم لا يضعون فيه الثقة... على كل حال الذين يعرفون كرة القدم جيدا
يدركون مدى قيمته، لكني واثق أن الموسم المقبل سيكون أحسن بالنسبة له من
هذا الموسم.
كريم.. عنتر يثني عليك، هل هذا لأنك كدت تسجل على فريقه عندما قمت بمراوغته؟
(يضحك) كنت على وشك التسجيل على نادي “بوخوم” وليس على يحيى فقط، لكن
بصراحة لا أحب أن أمدح نفسي فقط وإنما أنا راض بمردود المجموعة ككل.
عنتر، ماذا حدث بينك وبين محمد إدريسو؟
(يضحك) لم يحدث شيء سيء بيننا، أفقدته أعصابه فقط وأعتقد أني نجحت في ذلك
لأنه خرج تماما من المباراة وذلك يدخل في إطار الحرب النفسية لا أكثر.
أليس من المحزن تضييع الصعود بعد جمع 65 نقطة؟
^
يحيى: أرى أنه من غير العدل أن تلعب لقاء فاصلا وأنت تجمع 65 نقطة، وفي
الموسم الماضي صعد فريقان معا إلى القسم الأول بالرغم من جمعهما لأقل من 65
نقطة، لهذا السبب نحن متأسفون، ولكن في الأخير هناك قوانين يجب أن
تحترمها، هذه هي كرة القدم، ولكن رغم فشلنا أمام بوريسيا مونشنغلادباخ،
فإننا مؤمنون بأننا نملك مستوى فريق يمكنه اللعب في البوندسليغا.
^^
مطمور: قلتها وأعيدها، بوخوم أدهشني بالمستوى الذي قدّمه، صحيح أنه شيء
مؤسف ألا يحققوا الصعود، لأنني أحسّ فعلا بما يحسون به وما يعيشونه، ليس
لوجود عنتر في مقابلة معي.
انتهى اللقاء، هناك فائز ومنهزم، الآن
أصبحتما زميلين في فريق واحد بعد ليلة واحدة كنتما فيها خصمين لبعضكما
البعض، هل كنتما تفضلان التواجد في تلك الوضعية؟
مطمور: كرة القدم ما هي
إلا لعبة، ليست حربا لكي نسمي أنفسنا أننا كنا خصوما لبعضنا البعض، عنتر
يبقى صديقي، وزد على ذلك هو زميلي في المنتخب الوطني، وهناك فاصل بين ما
كنا عليه أمس (الأربعاء) وما نحن عليه الآن، نحن جزائريان ونفتخر ونعتز
بتواجدنا معا في إسبانيا من أجل الانضمام إلى تربص الخضر.
يحىى: هل ترون
هذا (يُظهر لنا جواز سفره وجواز سفر مطمور)، إنهما جوازان أخضران، وهو
الرابط بيننا دائما، اليوم لا يوجد لا بوخوم ولا مونشنغلادباخ في حساباتنا،
بعد كل شيء وبعد مشوارنا معا، هناك شيء واحد غير قابل للتغيير، إنها
الجزائر (وقام بمعانقة زميله وصديقه).
مطمور: لقد قال أمرًا جميلا.
بالرغم
من تواجدكما بعيدين عن التربص بسبب ارتباطاتكما مع نادييكما، إلا أنكما
بقيتما على اتصال دائم مع زملائكما الذين سبقوكما للتربص، أليس كذلك؟
^
يحيى: بالتأكيد، نحن لسنا فقط زملاء في المنتخب، نحن أصدقاء وأشقاء، كنت في
اتصال دائم مع زملائي، وخاصة مع مجيد (يقصد بوڤرة) الذي كان من الأوائل
الذين وصلوا إلى “لامانڤا كلوب”، ولقد وصلتنا أخبار مبشرة وبقدر ما كانت
الأخبار سارّة بقدر ما كنت متحمسا للالتحاق بالتربص وتفادي المزيد من
الانتظار.
^^ مطمور: أنا كنت أتابع أخبار التربص عن طريق الأنترنت وعبر
موقع “لوبيتور”، تصلني بعض الأخبار عن طريق زملائي، ولكنني لم أكن على
اتصال دائم بهم، خاصة أنني كنت منشغلا بالتحضيرات مع فريقي للقاء السد، وكل
ما كان يصلني من أخبار هي أن التربص يجري في ظروف جيّدة، وكنت متحمسا
للتواجد في عين المكان.
هل لأنك لـم تُستدع للمنتخب منذ عدّة شهور؟
^^
مطمور: صحيح هناك شيء من هذا القبيل، لقد مرّ قرابة سنة عن آخر مباراة
لعبتها مع المنتخب، وبالتحديد منذ مباراتنا أمام الولايات المتحدة
الأمريكية في كأس العالم، وهذا ما يعطيني انطباعا بأنني بصدد اكتشاف عالم
جديد، صحيح أنه مع مرور كل هذا الوقت تغيّر الطاقم الفني، وهناك طريقة عمل
جديدة، ويجب أن أتأقلم معها.
^ يحيى: أمام كل هذا، هناك مدرّب جديد، الأجواء تبقى هي هي، سواء مع القدامى أو الجدد، المهم أن يكون الفريق متضامنًا.
الثنائي الجديد دوخة وسوداني ثنائي من بين الثلاثي الجديد في المنتخب، لقد لقيا استقبالا جيّدا من بقية الزملاء...
^ يحيى: هذا أمر ضروري، مرحبا بكل جديد في المنتخب، وهذه ثقافة راسخة في الخضر.
هل أنتم على استعداد تام لمباراة المغرب؟
^^
مطمور: لهذا السبب نحن هنا في تربص من أجل التحضير الجيّد لهذا اللقاء
الهام، وأظن أن اللقاء سيجري في نفس الظروف التي جرى فيها لقاء الذهاب،
أقصد الحماس والتنافس الشديد، المغاربة سيكونون متحمسين أكثر من أجل الثأر
لهزيمة الذهاب، والعمل على تكرار السيناريو الذي انتهجناه نحن، لكن أقول أن
اللقاء سيجري على الميدان، وسيكون 11 لاعبا ضد 11.
^ يحيى: بالنسبة إلي
لا أقول أي شيء عن هذا اللقاء، ما عدا تأكيدي بأننا سنخوض اللقاء بجدية
كبيرة، وبنفس العزيمة على الفوز مثل التي أظهرناها في لقاء الذهاب.
نقلا عن الهداف

» حوار بين طفل وامه
» إصابة الحارس الجزائري مبولحي في المعدة..وفيجولي ومطمور في مواجهة الكاميرون